نجيپريس

حصري...

هكذا مرت تفاصيل الجلسة الثالثة من محاكمة “بوعشرين” 

النقيب بوعشرين لـ “ نجيبريس“ : الطارئ الصحي الذي حصل لتوفيق بوعشرين فرض علينا على مضض أن نأجل الملف من أجل إستعادة لياقته البدنية والصحية

المحامي الهيني لـ “ نجبيريس“ : الدفع الذي تقّدم به دفاع “ بوعشرين “ دفع خارج سياقه وخارج الأسس القانونية المتعلقة به

يوسف نحيب

في تطوّر جديد في قضية توفيق بوعشرين، قرر القاضي بوشعيب فرحي صباح اليوم بمحكمة الإستئناف بالبيضاء، تأخير الجلسة إلى الخميس المقبل 5 أبريل في جو مشحون بالتوتر، بغية الشروع والتقدم في مناقشة القضية، وذلك بعدما رفعت الجلسة أكثر من مرة بسبب الملاسنات والمشادات الكلامية بين دفاع الطرفين . 

وعرفت الجلسة الثالثة من محاكمة بوعشرين حضور أكثر من 30 محاميا أغلبهم يؤازرون الضحايا والمشتكيات، كما حضر رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أحمد الهائج كملاحظ والنقابة الوطنية للصحافة المغربية كملاحظة، فضلا عن الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي وهيئات حقوقية أخرى، هذا وتم تقديم شهادة طبية للمشتكية خلود الجابري من طرف دفاعها من أجل إثبات الغياب في المؤسسة التي تعمل بها طبقا لقانون الشغل، فيما اعتبر دفاع بوعشرين هاته الشهادة “ مزورة “ ولا تصلح لأي شئ لأن المحكمة غير ملزمة بها، كما شهدت الجلسة إغماءات في صفوف ( المشتكيات / الضحايا ). حيث بسبب الكلام القاسي الذي وجهه دفاع بوعشرين في وجّه المشتكيات “أغمي “ على كل من المشتكية “ خلود الجابري “ و “ أسماء الحلاوي “وسط صراخ هستيري، أمام مرأى ومسمع هيئة الحكم، وهو الشئ الذي تسبب في رفع الجلسة من طرف القاضي بوشعيب فرحي والإخلاء للمداولة، بهدف الشروع والتقدم في مناقشة الملف . 

وحضرت للمحكمة كل من المصرحات والمشتكيات والضحايا اللائي تم المناداة عليهن من طرف رئيس الجلسة (خلود الجابري وأسماء الحلاوي وعفاف برناني ووداد ملحاف وسارة لمرس ومريم مكريم والمصرحة أناس بداح )، فيما تخلفت عن الحضور كل من ابتسام لشكر وأمال الهواري وكوثر فاخ وصفاء زروال وحنان باكور ووصال الطالع التي أدلت بشهادة طبية.)، كما حضر أيضا المتهم “ توفيق بوعشرين “ الذي ظهر في وضعية غيّر صحية أمام القاضي، خصوصا بعدما شرع هذا الأخير في مساءلته عن سوابقه العدلية، حيث بدأ يتلعثم في جوابه عن أسئلة القاضي، موضحا أنه ليست له القدرة البدنية والصحية لإكمال هذه الجلسة، لأنه لم يتناول أدوية داء السكري الذي يعاني منه، مؤكدا أنه تم إحضاره من سجن عين البرجة منذ الساعة التاسعة صباحا الى حدود الساعة الرابعة زوالا دون أكل أو شرب وهو الشئ الذي دفع بدفاعه بأن يلتمس من المحكمة بتأخير الجلسة من أجل إستعادة لياقته البدنية والصحية الأسبوع المقبل . 

وبعد قبول المحكمة طلب دفاع “بوعشرين” ألحت هذه الأخيرة على إستدعاء جميع المشتكيات والضحايا والمصرحات للمثول أمامها الأسبوع المقبل، هذا والتمس الوكيل العام للملك من رئيس الجلسة بالكشف عن هوية المتهم “بوعشرين” قبل رفع الجلسة وهو الشئ الذي تم بالقبول من طرف القاضي بوشعيب فرحي، بعد ذلك التمس المحامي زيان من المحكمة بإعفاء المصرحة عفاف برناني من الحضور والمثول أمامها، لكونها رفعت شكاية الطعن بالزور ضد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، . 

وبخصوص المشتكية أمال الهواري أكد النقيب زيان أنه يتوفر على توكيل خاص يمكن أن ينوب عنها في جميع مراحل البحث، قبل أن يستشيط غضبا في وجّه الوكيل العام للملك قائلا : “ لا يمكن للوكيل العام أن يقول لنا أننا نقوم بترهيب الضحايا فامال الهواري ضحية مؤامرة الشرطة القضائية ولدي توكيل خاص عنها وأنا مستعد بأن أرفع دعوة قضائية ضد النيابة العامة ان استمرت في الضغط عليها في هذه القضية “ ملتمسا من المحكمة بأن تسحب النيابة العامة هاته الكلمة وبأن توفر الحماية لموكلته يضيف المحامي زيان . 

وفي خضم مناقشة القضية هاجم المحامي الإدريسي زميله الجديد في المهنة القاضي " المعزول " المحامي بهيئة تطوان محمد الهيني الذي ينوب على المشتكيات أمام هيئة الحكم قائلا : من أنت !!؟ أنا لا أعرف من هو هذا الشخص “ المجهول “، واصفا إياه بـ “ النكرة "، “، مما اضطر المحامي لحبيب الحاجي والمحامية أمينة الطالبي للدفاع عن زميلهم في المهنة منفجرين في وجه الإدريسي، معتبرين هذا التصرف يفتقد للباقة واللياقة والأدب والكياسة، ملتمسين من المحكمة باحترام أدبيات وأخلاقيات مهنة "البذلة السوداء "، وبسحب " كلمة " دفاع بوعشرين . 

وبخصوص توقعات الجلسة الرابعة  في ملف " بوعشرين " قال النقيب عبد اللطيف بوعشرين في تصريح خاص لـ " Najibpress "، " توقعاتنا في الجلسة المقبلة هو أننا سنبتدأ في مناقشة الملف وفي إثارة " الدفوعات الشكلية " التي كنّا جاهزين فيها، لكن للأسف الشديد فالطارئ الصحي الذي حصل لتوفيق بوعشرين اليوم فرض علينا على مضض أن نعمل على تأجيل الملف من أجل إستعادة لياقته البدنية والصحية خلال الجلسة القادمة، مؤكدا أن هذا الامر يتعلق بحقوق الإنسان ونحن نتحمّل المسؤولية فيه، موضحا " فإن لم نساهم فيه نكون بذلك قد ساهمنا في خرق حقوق الإنسان والمفروض في المحامي المعول عليه في ضمان وصون حقوق الإنسان ألا يرضى على نفسه خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بحالة إنسانية، مضيفا أنه سيكون غائبا في الجلسة المقبلة لأسباب صحية تتعلق بـ " مراقبة طبية " بباريس، وزاد في قوله أنه يرى هذه الدفوعات الشكلية التي ستثار في الجلسة المقبلة قوية ومؤثرة في الإتهام وأنه سيكون لها تأثير مباشر على مستوى حقيقة الملف، موضحا أنه وإن كان هذا الملف يبدو لنا أن معالجته تقتضي القانون العام، فانه ( الملف ) يحمل في جوفه مجموعة من الخبايا، مستدلا بالقاعدة الفقهية " نحن قوم نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر "يضيف النقيب بوعشرين . 

أما بخصوص الشهادة الطبية التي أدلى بها دفاع المشتكية ( خ.ج ) قال المحامي بوعشرين لنفس الموقع، " هذه الشهادة الطبية أدلي بها إلى مفتش الشغل وللمآجر ( توفيق بوعشرين ) بإعتباره صاحب المؤسسة الإعلامية، مغزاها أن الصحافية المشتكية تود عطلة أو راحة بسبب وعكة أو نوبة صحية، في حين الشكاية تستغرق هذا العجز إلى غاية 2 أبريل، متسائلا : " كيف يعقل لطبيب تقني أخصائي أن يمكن سيدة من كونها عاجزة عن الحركة والتنقل أن تتواجد إبان سريان هذه المدة داخل المحكمة !!؟، معتقدا " أن المحامي زيان الذي أثار قضية " التزوير " في الشكاية يكون على صواب وهو الشئ الذي اتضح لنا في المحكمة، خصوصا بعدما تم رفض ورد جميع الطلبات التي قدمت لرئيس الجلسة " وزاد في قوله إن المحكمة لم تستجب لها واصفا هذا القرار بـ " الأمر العارض"، مؤكدا أنه لن يعود للخوض فيه مرة أخرى لأنها مسألة عارضة غير مهمة لا تأثير لها على الإتهام يورد النقيب بوعشرين . 

وبخصوص استدعاء المشتكية عفاف برناني التي رفعت شكاية الطعن بالزور ضد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للجلسة المقبلة أوضح بوعشرين لـ " أخباركم "، أن المحكمة قررت إعادة إستدعاء كل المشتكيات اللواتي توصلن بالإستدعاء ولَم يحضرن، بما فيهم اللواتي سبق لهن التوصل به سابقا، مبرزا أن المحكمة تُلِّح وتشدد على ضرورة الحضور، مشيرا إلى أن هذا حق المحكمة، متمنيا أن يكون هذا الحق بريئا يضيف النقيب عبد اللطيف بوعشرين .

من جانبه صرح القاضي " المعزول " والمحامي الجديد محمد الهيني عن المشتكيات والضحايا لـ"Najibpress "، بخصوص شكاية التزوير في الشهادة الطبية التي تقدم بها دفاع بوعشرين " بالنسبة لما تمخض عنه الْيَوْمَ في الجلسة التي تخصصت للدفع بتزوير الشهادة الطبية كخلاصة أقول لكم بأن هذه الشهادة سميتها شخصيا بـ ( جسد التيه القانوني )، مؤكدا أن هذا الدفع دفع خارج سياقه وخارج الأسس القانونية المتعلقة به، موضحا أن هذا التيه القانوني كان غير مبررا وكنا نتمنى أن نتقدم في طرح دفوع الملتمسات، لكن للأسف لم يحدث ذلك، محملا المسؤولية للجميع . 

وردا على سؤالنا بخصوص أسباب تأخير الجلسة أوضح الهيني لنفس الموقع أن السبب 

يرجع بالأساس لكون دفاع بوعشرين التمس من المحكمة تأخير الجلسة على اعتبار أن المتهم " توفيق بوعشرين " أحس بالتعب ولا يقدر نفسيا ولا صحيا على مواكبة الملف بإعتبار أنه لم يتناول غداءه وأدويته في الوقت المحدد، وأضاف المحامي الهيني أن زملائه في المهنة أثاروا في إطار الدفاع أن هذا الدفع حقوقي ومن واجبنا أن نتماشى مع مطالب دفاع " بوعشرين " وهو ما تم تفعيله، مؤكدا أنه التمس من المحكمة الحرص على ضمان شروط المحاكمة العادلة لكلا الطرفين كما طالبها بأخد جميع الحقوق المدنية بالنسبة للمشتكيات والضحايا اللواتي تم الإعتداء عليهن جنسيا من طرف المتهم " بوعشرين " فضلا عن إدانة المتهم بما يستحقه من عقاب على هذه الجرائم الشنعاء والخطيرة جدا في حق موكلاتي، مبرزا أنه سيساعد المحكمة بمعيّة زملائه في إثبات الحقيقة وفِي مناقشة الحجج يضيف المصدر ذاته . 

وبخصوص المُناوشات والمشادات الكلامية التي حدثت داخل القاعة رقم 7 بينه وبين المحامي عبد الصمد الإدريسي، اعتبر المتحدث ذاته أن هذا النقاش أصبح من الماضي، خصوصا بعد تدخل النقيب بوعشرين، موضحا أنه رغم ما قال في حقي أمام هيئة الحكم بأنه لم يعرفني و " مجهول " فهذا المشكل يخصه لوحده ربما لتأثره بالسياق السياسي بحزب العدالة والتنمية، لكن هذا الأمر لن يعكر صفو الزمالة في مهنة المحاماة، مشيرا إلى أنه تم الصلح في ما بينهم بعد تدخل النقيب يضيف المحامي محمد الهيني .

من جهة أخرى قال المحامي بنجلون التويمي دفاع (المشتكيات والضحايا) في تصريح خاص لـ "Najibpress "، أن المحامي زيان هاجم المشتكية ( خ.ج ) التي تقدمت بشهادة طبية واصفا إياها بـ " المزورة " و " الكاذبة "، حيث تسبب لها بكلامه القاسي في الإغماء أمام مرأى ومسمع هيئة الحكم وسط صراخ هستيري، وأضاف أن المشتكية (أ.ح ) أيضا أغمي عليها وسقطت مغشيا عليها وهو الشئ الذي نرفضه رفضا قاطعا وندينه، محملا المسؤولية الكاملة للنقيب زيان على تصرفه غير اللائق الذي وصفه بـ " الإرهاب النفسي " الذي مارسه في حق المشتكيات، مبرزا أنه جاء لممارسة مهنة المحاماة وتطبيق القانون وليس من أجل المناوشات والمشادات الكلامية الفارغة التي لاتسمن ولا تغني من جوع للمحاكمة، وزاد في قوله أنه من غير المعقول أن نبقى نشاهد ونسمع هذه الخرافات التي يأتي بها دفاع " بوعشرين " في كل مرة من أجل التشويش على المحاكمة بطريقة كيدية، داعيا جميع المشتكيات والضحايا إلى تقديم شكاياتهم للجهات المسؤولة، بغية وقف ترهات " زيان " يضيف المحامي التويمي . 

يذكر أن توفيق بوعشرين يواجه بتهم ثقيلة وخطيرة تتعلق بالإشتباه في ارتكابه لجنايات الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف والهشاشة، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد، والتهديد بالتشهير، وارتكابه ضد شخصين مجتمعين، وهتك عرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب المنصوص عليها وعلى عقوباتها في الفصول 448-1 و448-2 و448-3 و485 و486 و 114 من مجموعة القانون الجنائي. وكذلك من أجل جنح التحرش الجنسي وجلب واستدراج أشخاص للبغاء من بينهم امرأة حامل، واستعمال وسائل للتصوير والتسجيل، المنصوص عليها وعلى عقوباتها في الفصول 498 و499 و503- 1 من نفس القانون. وهي الأفعال التي يشتبه أنها ارتكبت في حق 8 ضحايا وقع تصويرهن بواسطة لقطات فيديو يناهز عددها 50 شريطا مسجلا على قرص صلب ومسجل فيديو رقمي.

زائرنا الكريم : لاتنسى الاشتراك بقناتنا تشجيعآ لنا لتقديم الافضل وحتى يصلك كل جديد

  

شكرا لك .. الى اللقاء 

*

*