الوجه البشع للغرب : بقلم : الشيخ محمد الفزازي
على قدْر ما تقدّم الغرب كثيراً وتطور مادياً وتقنياً، على قدْر ما تخلّف روحياً وإنسانياً...
وعن ذلك التقدم لن أقول شيئاً.
(وليس يصح في الأذهان شيء ++
إذا احتاج النهار إلى دليل)
لكنْ تخلفُ الغرب فيما ذكرته آنفاً يحتاج إلى ألف دليل ودليل...
ما أقصده بالغرب هنا هو سياسات الدول ومناهجها الاستراتيجية، وليس العنصر البشري الأبيض الذي لا يقل إنسانية عنّا.
ففي المجال الإنساني سطر الغرب للتاريخ ترسنة هائلة من الحقوق الحامية للحياة والحرية والسلام والكرامة... وعقد لذلك المؤتمرات والندوات، وأسس لذلك المؤسسات والآليات والبرامج والتطبيقات... بل أقام محكمات ومحاكمات...
هذا كله موجود. وكله محمود.
وأمام هذا كله انبهر الناس، واستسلم الناس... وانقادوا للغرب انقياد الدابة لمالكها... سكارى وما هم بسكارى ولكن سحر التكنولوجيا شديد.
دعوني في البداية أقول بأن التقدم التكنولوجي ليس حكراً على الغرب. فعلى الرغم من الاحتكار الذي مارسه هذا الغرب في هذا المجال إلا أنه بقدرة قادر انتشر في الشرق كذلك وأصبحت الصين وكوريا واليابان تضاهي الغرب في كل ما هو تكنولوجي بل وتتفوق أحياناً في مجالات شتى.
وفي الواقع، ليس العقل الغربي وحده الرائدَ. بل إن الأدمغة العربية والإفريقية وغيرها ساهمت في تلك الريادة العلمية بيقين. الغرب استجلب الأدمغة النابغة واستثمر فيها واستثمرها. وله في التهجير حيَلٌ وشؤون... وهذا موضوع آخر.
أجل، في المجال الإنساني الخالص، الغرب متخلف جداً، متخلف حتى عن بعض المجتمعات البدائية في أدغال إفريقيا أو الأمزون.
في الغرب لا يزال الإنسان الأسود إنسانا من الدرجة الثانية، إو إنساناً لا يستحق تلك الحقوق المعلنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولا تعنيه. بشرته السوداء لا تؤهله استئجار غرفة في فندق، أو الجلوس بجانب أبيض في حافلة أو حديقة. تؤهله فقط ليختنق تحت ركبة شرطي أبيض بمباركة زملاء بيضٍ ، وفرجة "ممتعة" للمارة...
إنه امتداد للميز العنصري البغيض.
لا تحدثوني عن كرامة الآدمي في الغرب وهو يقتل بالرصاص الحي حتى وهو معاق على كرسي متحرك.
الغرب هو من سرق ثروات الشعوب ونهبها بالقوة وبالصفقات الجائرة. وامتلك المواد الأولية بالحديد والنار تارة، وبالرشاوى والإيهام بالحماية تارة أخرى... وللغرب في النهب والسلب تألق وتفوق.
لقد حول الغرب المجتمعات البشرية إلى أسواق استهلاكية لفائض إنتاجاته بطرق غير أخلاقية، وغير إنسانية.
انظروا، الغرب ينهب المواد الأولية من طاقة ومعادن، ويعمل على استجلاب الأدمغة، ويستثمر فيها وبها كما قلت آنفاً... ثم يعيد ما فاض من مصنّعاته إلى بلدان العالم "المتخلف" بثمن غير بخْس. ولا تسل عن تصديره لخردة الأسلحة الصّدئة. والتحرش بالحكومات لبيع أسلحته المتطورة، أو قل لتجربة الجديد منها في الفتك والقتل والدمار.
قل لي أين الإنسانية وحقوق الإنسان في ذلك.
أسوأ هتك لحقوق الإنسان على الأطلاق هو صناعة الدكتاتوريين وحمايتهم ثم ضرب هذا بذاك وافتعال الخلافات السياسية وتغذية الأحقاد بين الشعوب لا سيما حول الحدود التي هو من سطرها بالمسطرة أصلاً في غفلة من أهلها أو تحت قهر استعماري مسلح. (انظروا إلى الحدود بين مصر والسودان وليبيا، إنها مسطرة بالمسطرة. قد يأتي الحدّ على دار فيجعل بيت النوم مصريا والمطبخ ليبيا وفناء البيت سودانياً)
يحدثوننا عن القيم: الحرية والسلام والكرامة والحياة... ويحمون الطغاة بعد صناعتهم، ويصنعون "داعش" ومن على شاكلتها للتخريب والفوضى، أو المسوغ للتدخل. ويتنافسون على تقسيم الأوطان وخيراتها في واضحة النهار (ليبيا) نموذجاً. ويجثمون على شعوب بأكملها، يسلبون منها كل حرية واستقلال وتقرير مصيرها (فلسطين) نموذجاً.
يبتزوون حكومات كرطونية وحكاماً أغبياء من أجل الحماية الوهمية أمام عدسات الكامرا (السعودية) نموذجاً.
أيها السادة! حتى الطرق البيداغوجية التربوية والتعليمية يجربونها في أطفال شعوب أخرى قبل تطبيقها في بلدانهم. وحتى اللقاحات الطبية ينبغي تجريبها في الحيوانات ثم في البلدان المتخلفة قبل استعمالها في بلدانهم... أرأيتم تخلّفاً أوضح من هذا؟ أرأيتم انحطاطاً إنسانياً كهذاً؟ أرأيتم همجية وجشعاً وانعدام حياءٍ كهذا؟ أرأيتم بشاعة ولؤماً ونذالة واستعباداً كهذا؟
أما أنا فلم أقرأ في التاريخ مثيلا له، ولا شاهدت في واقع الناس ما يشبهه.
لن يطمس بريق التكنولوجيا بصري وبصيرتي. الغرب متخلف إنسانيا وانتهى.
(وليس يصح في الأذهان شيء ++
إذا احتاج النهار إلى دليل)
لكنْ تخلفُ الغرب فيما ذكرته آنفاً يحتاج إلى ألف دليل ودليل...
ما أقصده بالغرب هنا هو سياسات الدول ومناهجها الاستراتيجية، وليس العنصر البشري الأبيض الذي لا يقل إنسانية عنّا.
ففي المجال الإنساني سطر الغرب للتاريخ ترسنة هائلة من الحقوق الحامية للحياة والحرية والسلام والكرامة... وعقد لذلك المؤتمرات والندوات، وأسس لذلك المؤسسات والآليات والبرامج والتطبيقات... بل أقام محكمات ومحاكمات...
هذا كله موجود. وكله محمود.
وأمام هذا كله انبهر الناس، واستسلم الناس... وانقادوا للغرب انقياد الدابة لمالكها... سكارى وما هم بسكارى ولكن سحر التكنولوجيا شديد.
دعوني في البداية أقول بأن التقدم التكنولوجي ليس حكراً على الغرب. فعلى الرغم من الاحتكار الذي مارسه هذا الغرب في هذا المجال إلا أنه بقدرة قادر انتشر في الشرق كذلك وأصبحت الصين وكوريا واليابان تضاهي الغرب في كل ما هو تكنولوجي بل وتتفوق أحياناً في مجالات شتى.
وفي الواقع، ليس العقل الغربي وحده الرائدَ. بل إن الأدمغة العربية والإفريقية وغيرها ساهمت في تلك الريادة العلمية بيقين. الغرب استجلب الأدمغة النابغة واستثمر فيها واستثمرها. وله في التهجير حيَلٌ وشؤون... وهذا موضوع آخر.
أجل، في المجال الإنساني الخالص، الغرب متخلف جداً، متخلف حتى عن بعض المجتمعات البدائية في أدغال إفريقيا أو الأمزون.
في الغرب لا يزال الإنسان الأسود إنسانا من الدرجة الثانية، إو إنساناً لا يستحق تلك الحقوق المعلنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولا تعنيه. بشرته السوداء لا تؤهله استئجار غرفة في فندق، أو الجلوس بجانب أبيض في حافلة أو حديقة. تؤهله فقط ليختنق تحت ركبة شرطي أبيض بمباركة زملاء بيضٍ ، وفرجة "ممتعة" للمارة...
إنه امتداد للميز العنصري البغيض.
لا تحدثوني عن كرامة الآدمي في الغرب وهو يقتل بالرصاص الحي حتى وهو معاق على كرسي متحرك.
الغرب هو من سرق ثروات الشعوب ونهبها بالقوة وبالصفقات الجائرة. وامتلك المواد الأولية بالحديد والنار تارة، وبالرشاوى والإيهام بالحماية تارة أخرى... وللغرب في النهب والسلب تألق وتفوق.
لقد حول الغرب المجتمعات البشرية إلى أسواق استهلاكية لفائض إنتاجاته بطرق غير أخلاقية، وغير إنسانية.
انظروا، الغرب ينهب المواد الأولية من طاقة ومعادن، ويعمل على استجلاب الأدمغة، ويستثمر فيها وبها كما قلت آنفاً... ثم يعيد ما فاض من مصنّعاته إلى بلدان العالم "المتخلف" بثمن غير بخْس. ولا تسل عن تصديره لخردة الأسلحة الصّدئة. والتحرش بالحكومات لبيع أسلحته المتطورة، أو قل لتجربة الجديد منها في الفتك والقتل والدمار.
قل لي أين الإنسانية وحقوق الإنسان في ذلك.
أسوأ هتك لحقوق الإنسان على الأطلاق هو صناعة الدكتاتوريين وحمايتهم ثم ضرب هذا بذاك وافتعال الخلافات السياسية وتغذية الأحقاد بين الشعوب لا سيما حول الحدود التي هو من سطرها بالمسطرة أصلاً في غفلة من أهلها أو تحت قهر استعماري مسلح. (انظروا إلى الحدود بين مصر والسودان وليبيا، إنها مسطرة بالمسطرة. قد يأتي الحدّ على دار فيجعل بيت النوم مصريا والمطبخ ليبيا وفناء البيت سودانياً)
يحدثوننا عن القيم: الحرية والسلام والكرامة والحياة... ويحمون الطغاة بعد صناعتهم، ويصنعون "داعش" ومن على شاكلتها للتخريب والفوضى، أو المسوغ للتدخل. ويتنافسون على تقسيم الأوطان وخيراتها في واضحة النهار (ليبيا) نموذجاً. ويجثمون على شعوب بأكملها، يسلبون منها كل حرية واستقلال وتقرير مصيرها (فلسطين) نموذجاً.
يبتزوون حكومات كرطونية وحكاماً أغبياء من أجل الحماية الوهمية أمام عدسات الكامرا (السعودية) نموذجاً.
أيها السادة! حتى الطرق البيداغوجية التربوية والتعليمية يجربونها في أطفال شعوب أخرى قبل تطبيقها في بلدانهم. وحتى اللقاحات الطبية ينبغي تجريبها في الحيوانات ثم في البلدان المتخلفة قبل استعمالها في بلدانهم... أرأيتم تخلّفاً أوضح من هذا؟ أرأيتم انحطاطاً إنسانياً كهذاً؟ أرأيتم همجية وجشعاً وانعدام حياءٍ كهذا؟ أرأيتم بشاعة ولؤماً ونذالة واستعباداً كهذا؟
أما أنا فلم أقرأ في التاريخ مثيلا له، ولا شاهدت في واقع الناس ما يشبهه.
لن يطمس بريق التكنولوجيا بصري وبصيرتي. الغرب متخلف إنسانيا وانتهى.
كتبه : محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ
شكرا لك .. الى اللقاء