وقفات مع الهيني القاضي المعزول (9)
قال لي:
(وكأننا ما زلنا في الجاهلية) في إشارة إلى زواجي بالفاتحة بزعمه.
قلتُ: يؤسفني أن أقول له بأن طائفة من أهل الجاهلية، بصرف النظر عن شركهم بالله وعن بعض عاداتهم القبيحة كوأد البنات مثلا...كانوا على خلقٍ وشهامة. وحتى ذلك الوأد الفظيع كان سببه إملاقاً واقعاً، أو إملاقاً متوقّعاً. لكن الهيني اليوم يدعو إلى الوأد في صورة جريمة الإجهاض بدون أي اضطرارٍ أو ضرورة، متمرداً على فتوى المجلس العلمي الأعلى في هذه المسألة، وليس خوفاً من فقر، ولا خشيةً من عار. وليس دسّاً في التراب... ولكن طرْحاً في قمامة أزبال، أو رمياً في مجاري حارة. أهداف الهيني ومن لفّ لفّه هي الدفاع عن الحقوق الفردية بكل تسيّب سلوكي وبكل انفلاتٍ خلقي. "صايتي حريتي" و "جسدي وأنا حرة فيه" و "جنيني أفعل به ما أشاء" إلخ... أهل الجاهلية يأيها القاضي المعزول، كانوا ذوي مكارم أخلاق عالية في بعض أفعالهم ومواقفهم. ولهذا عندما جاء الإسلام لم يبطل كل تصرفاتهم بل تبنّى الصالح منها وأتمّها. كما جاء في الحديث:( إنما بُعثت لأتمّم صالح الأخلاق) رواه أحمد.
وأهل الجاهلية كان عندهم شيء اسمه حِلْف الفضول. وهو حِلف قال عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ولو دُعِيتُ به في الإسلام لأجبت)؟ ذلك الحلف الذي انتصب للدفاع عن المظلوم ضدا على من ظلمه. وياما دافعت أنت عن الظالمين لأنفسهم ولوطنهم، والباغين زعزعة استقرار هذه المملكة الآمنة. ولا زلت تسترزق بهذا الدفاع عن الفتانين وليس عن المظلومين كما فعل المشركون من قبل.
ولقد كانت المرأة الحرة في الجاهلية تأنف من الزنا وتتقزّز منه نفسُها. كما قالت هند بنت عتبة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلال ما عُرف ببيعة النساء التي جاء في بنودها من القرآن الكريم (ولا يزنين) قالت متعجبةً "أوَ تزني الحرة؟ " في حين الهيني الحرّ يناضل من أجل رفع تجريم الزنا وتحريمه. يعني أن الجاهلية نفسَها في جانبها السلبي تعشش وتفرّخ في جمجمة الحداثي المتحضر. أما في جانبها الإجابي والإنساني كالكرم وصدق الحديث ونصرة المظلوم وإغاثة اللهفان والشجاعة والشعر البليغ وسحر البيان وما إلى ذلك... فالهيني خارج التغطية...
وأخيراً أقول للهيني بأن الجاهلية ليست حقبة زمنية مضت وانقضت قبل الإسلام، كما تتوهّم ولكنها أحوالٌ وصِفاتْ معينة... كلما وُجِدت وتحققت وُجِد وصف الجاهلية لها وتحقق، وتلاءم الفعل والفاعل وانْصَهَرا في عالم جاهلي بامتياز حتى ولو غزَوْا أجواء الفضاء وغاصوا في أعماق المحيطات وفجّروا الذرّة... ودوّنوا في الفايسبوك وغرّدوا على التويتر... وهل نضالٌ من أجل شرعنة عملِ قوم لوط سوى جاهليةٍ جهلاء؟ فكيف إذا كان هذا الشذوذ الشاذّ يبغي زواج "المثليين" بالعقد الرسمي، وليس نزوة قذرة يقترفونها من خَلْفِ جُدُر أو من وراء حجاب.
هذا وما لا يعلمه الهيني أن من مؤلفاتي كتاب (توثيق عقد النكاح...) أدعو فيه إلى ضرورة التوثيق في محاكم الأسرة. وما لا يعلمه المحامي الدخيل أيضاً أن العقد في المحكمة ليس ركنا من أركان الزواج في الإسلام مع وجود الحاجة الماسة إليه، بل هو مجرد توثيق فرضه الواقع ولا علاقة له بالحلال والحرام. كما لا علاقة له بجاهلية ولا بإسلام. وسؤالي الآن للقاضي المعزول: هل آلاف الزيجات المغربية التي لم تُوثَّق بعقود في المحاكم، وأنجبت أطفالاً أو لم تنجب... هل هي زيجات شرعية، تمّت على ملة الإسلام أم زيجات جاهلية تمّت على ملّة أبي جهل وأبي لهب؟ وهل الدولة المغربية وقد فتحت المجال أمام هذه الأسر لتوثيق ثبوت الزوجية، هل فعلت ذلك مع أهل جاهلية كما ترى "حضرتك"؟ أم مع مواطنين مغاربة أشرف وأنظف من أصحاب دعوات التغريب والتخريب.؟؟
وأهل الجاهلية كان عندهم شيء اسمه حِلْف الفضول. وهو حِلف قال عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ولو دُعِيتُ به في الإسلام لأجبت)؟ ذلك الحلف الذي انتصب للدفاع عن المظلوم ضدا على من ظلمه. وياما دافعت أنت عن الظالمين لأنفسهم ولوطنهم، والباغين زعزعة استقرار هذه المملكة الآمنة. ولا زلت تسترزق بهذا الدفاع عن الفتانين وليس عن المظلومين كما فعل المشركون من قبل.
ولقد كانت المرأة الحرة في الجاهلية تأنف من الزنا وتتقزّز منه نفسُها. كما قالت هند بنت عتبة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلال ما عُرف ببيعة النساء التي جاء في بنودها من القرآن الكريم (ولا يزنين) قالت متعجبةً "أوَ تزني الحرة؟ " في حين الهيني الحرّ يناضل من أجل رفع تجريم الزنا وتحريمه. يعني أن الجاهلية نفسَها في جانبها السلبي تعشش وتفرّخ في جمجمة الحداثي المتحضر. أما في جانبها الإجابي والإنساني كالكرم وصدق الحديث ونصرة المظلوم وإغاثة اللهفان والشجاعة والشعر البليغ وسحر البيان وما إلى ذلك... فالهيني خارج التغطية...
وأخيراً أقول للهيني بأن الجاهلية ليست حقبة زمنية مضت وانقضت قبل الإسلام، كما تتوهّم ولكنها أحوالٌ وصِفاتْ معينة... كلما وُجِدت وتحققت وُجِد وصف الجاهلية لها وتحقق، وتلاءم الفعل والفاعل وانْصَهَرا في عالم جاهلي بامتياز حتى ولو غزَوْا أجواء الفضاء وغاصوا في أعماق المحيطات وفجّروا الذرّة... ودوّنوا في الفايسبوك وغرّدوا على التويتر... وهل نضالٌ من أجل شرعنة عملِ قوم لوط سوى جاهليةٍ جهلاء؟ فكيف إذا كان هذا الشذوذ الشاذّ يبغي زواج "المثليين" بالعقد الرسمي، وليس نزوة قذرة يقترفونها من خَلْفِ جُدُر أو من وراء حجاب.
هذا وما لا يعلمه الهيني أن من مؤلفاتي كتاب (توثيق عقد النكاح...) أدعو فيه إلى ضرورة التوثيق في محاكم الأسرة. وما لا يعلمه المحامي الدخيل أيضاً أن العقد في المحكمة ليس ركنا من أركان الزواج في الإسلام مع وجود الحاجة الماسة إليه، بل هو مجرد توثيق فرضه الواقع ولا علاقة له بالحلال والحرام. كما لا علاقة له بجاهلية ولا بإسلام. وسؤالي الآن للقاضي المعزول: هل آلاف الزيجات المغربية التي لم تُوثَّق بعقود في المحاكم، وأنجبت أطفالاً أو لم تنجب... هل هي زيجات شرعية، تمّت على ملة الإسلام أم زيجات جاهلية تمّت على ملّة أبي جهل وأبي لهب؟ وهل الدولة المغربية وقد فتحت المجال أمام هذه الأسر لتوثيق ثبوت الزوجية، هل فعلت ذلك مع أهل جاهلية كما ترى "حضرتك"؟ أم مع مواطنين مغاربة أشرف وأنظف من أصحاب دعوات التغريب والتخريب.؟؟
كتبه : محمد الفزازي
شكرا لك .. الى اللقاء