الفزازي يرد على المحامي الهيني في رسالة رابعة شديدة اللهجة
وقفات مع القاضي المعزول الهيني (4 )
قال لي:
(اصنفك ضمن الدعاة غير الفقهاء المتخلفين عن ركب مسايرة العصر مما لم ينفتحوا على الدراسات الجامعية المقارنة وعن جوهر سماحة الدين ،فظلوا منشغلين بالحيض والنفاس ومحاكمة لباس المرأة وحث الشباب على اللحية والسترة والقندريسة البيضاء)
قلتُ: من أعطاك الحق لتصنفني أيها الفضولي؟ من نصبك وصياً على تقويم الناس؟
(رمتني بدائها وانسلت) فعندما نتحدث نحن في ما يخص مجتمعنا وديننا ينتفض هؤلاء المتغربون متهمين إيانا بعديمي الصلاحيات ونشر الكراهة وتقسيم المجتمع الخ... لكنه حلال عليهم أن يقولوا فينا ما لم يقله مالك في الخمر.
أيها الهيني. الفزازي يوم كان يدرس الفلسفة على يد د. رشدي فكّار المصري في جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1969 كنت أنت لا زلت في عالم الغيب.
وعندما كان الفزازي يدرس البيداغوجية la pédagogie على يد أحد التربويين الفرنسيين (monsieur Matrat) الشهير، كنت أنت في العدم.
وعندما تستدعي القنوات العالمية الفزازي للمناظرة أو المحاضرة أو الاستجواب وإبداء الرأي في قضايا إنسانية وأمنية ودينية وسياسية لا تستدعي الهيني الثرثار ، فأنت يكفيك موقع الزقاق وصحافة الحي.
وأنا هنا لا أزايد عليك بل أفحمك وأمرّغ أنفك بالبينة.
اسأل قناة ZDF الألمانية التي جاءت عندي في تسجيلات مدتها 90 د. في مواضيع التطرف والجماعات المقاتلة.
واسأل القناة الأولى اليابانية التي سجلت معي برنامجا حول الإجهاض من منظور شرعي في 60 د. على خلفية مشاركتي في مؤتمر دولي بفندق هلتون بالرباط بدعوة من د. الوردي وزير الصحة يومها.
واسأل قناة فرانس 24 ودعوتها لي للمشاركة في برنامج وثائقي بالفرنسية حول وظيفة الدعاة المغاربة في مواجهة التطرف والإرهاب. وللعلم فإن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هي من رشحتني للتحدث إلى القناة الفرنسية بلغة موليير أيها المتخلف.
وقد استضافتني نفس القناة أكثر من مرة.
واسأل قنوات CNN الأمريكية، والمغاربية اللندنية وقد استضافتني في حوارات عديدة جدا...فضلا عن قنوات الحرة والغد ونور الإيمان التركية أكثر من مرة، كان ذلك في مقابلات خاصة حول الأزمة السياسية التي اندلعت بين هولاندا وتركيا. (وليس في دم الحيض والنفاس وشهر اللحية والرأس)
أما القنوات العربية فحدث ولا حرج... وعلى شاشاتها مرّغت أنف الدكاترة العلمانيين مثلك في مناظرات حية على المباشر.
حلقتان اثنتان في برنامج الاتجاه المعاكس العتيد ومن الدوحة مباشرة، مرة في مواجهة مع د. عبد الحسين شعبان الخبير الدولي في حقوق الإنسان، وقد جعلت منه أضحوكة في الشارع العربي بشهادة د. فيصل القاسم. ومرة في مواجهة د. بدر الدين حسون مفتي الطاغية بشار الأسد في سوريا، وكان الموضوع حوار الأديان وليس لباس المرأة والقندريسية البيضاء.
واسأل قناة الجزيرة مباشر التي نقلت مناظرتي مع د. فاطمة ناعوت المصرية الصنديدة التي يتحاشاها الجميع لسلاطة لسانها والتي كانت فضيحتها على يدي وكان الموضوع حول الحريات الفردية بين الإطلاق والتقييد . ولَم يكن في موضوع الطهارة وخروج الريح. هذه المناظرة دامت 132 دقيقة وكانت تحت إشراف الأمم المتحدة. وبعد استطلاع الرأي العربي في العالم حول الحلقة من طرف القناة ظهرت النتيجة 82% لصالحي و 18% فقط لصالح ناعوت.
هؤلاء هم حملة الشهادات العليا مثلك وهم من قزّمت طولهم ونتفت ريشهم على رؤوس الأشهاد كما فعلت بزملائك عصيد وبوهندي وكسوس ولكحل وحاجي وآخرين كُثُر على القنوات التلفزية المغربية 2m, وميدي١ تيفي، وجميع المحطات الإذاعية الوطنية فضلا عن المنابر الإعلامية الورقية وقاعات المحاضرات...
وأنا هنا لا أتحدث عن برامجي في مجال تخصصي: الفقه الإسلامي. الذي لا تفقه أنت فيه شيئا.
وبالمناسبة فإن المجالات الفقهية التي احتقرتَها بجهلك كالحيض والنفاس واللحية وحجاب المرأة ... هي دين عند الله، ولا يحتقرها سوى من طمس الله على بصره وبصيرته. عَمَى وعَمَه...
ومع جلال قدر هذه المواضيع فأنا على كثرة مؤلفاتي( 18 كتابا) ومآت المقالات لم أتطرق إلى مثلها إلا إذا سئلت.
مؤلفاتي كتبتها في العقيدة والأسرة والسياسة الشرعية والسلم الاجتماعي...
والآن من المتخلف؟
كتبه محمد الفزازي
شكرا لك .. الى اللقاء