3 أسئلة
حصري..."أبو حفص" لـ "نجيپريس" : أنا لم أطالب بالمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة بل طالبت بفتح نقاش في الموضوع
حاوره : يوسف نجيب
1 : مشاركتك أول أمس الأحد في برنامج " حديث مع الصحافة "على القناة الثانية أثارت الكثير من الجدل وأفرزت رأيين مختلفين، خصوصا بعد مطالبتك بالمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة على خطى " لشكر " كيف توضح ذلك ؟
أولا وقبل كل شئ أنا لم أطالب بالمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة للتوضيح، طالبت بفتح نقاش في الموضوع، كما طالبت بألا يبقى هذا الموضوع خطا أحمر، وأن ندشن حوله حوارات مجتمعية يشترك فيها كل المعنيين بالموضوع، من فقهاء وحقوقيين وقانونيين وعلماء اجتماع ليروا إن كانت أحكام الإرث لا زالت محققة لقيم الاسلام الكبرى من عدل وإنصاف، أم أن تغير البنى الاجتماعية وتغير الأدوار الاجتماعية يلزمنا باجتهادات في هذا الباب .
2 : لكن الشيخ الكتاني وبعض الشيوخ السلفية ردوا عليك بأن مناقشة المساواة في الإرث هي خط أحمر غليظ دون تجاوزه خرط القتاد، موضحين أنه لا يجوز الاجتهاد في هذه المسالة لان النص القرآني صريح في ذلك "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين.." ؟
الكتاني سامحه الله رد علي بعبارات رديئة وأسلوب لا يليق بعائلته وما يقدم به نفسه للناس، ثم فتح صفحته للدواعش ليرموا علي سيلا من اتهامات التكفير والزندقة، بل ذهبوا لإباحة دمي، أما قولهم أن الاجتهاد لا يجوز مع النص الصريح، فكذلك نصوص الجهاد والقتال نصوص صريحة، لماذا أخضعناها للإجتهاد بخصوصها إذن ، وقلنا أن تلك النصوص لها سياقات تاريخية معينة، ولو لم نفعل ذلك لكان ما تفعله داعش تنزيلا صحيحا للقرآن، لكن يجب أن نقر بأن القرآن به نصوص مرتبطة بسياقها التاريخي ولا يمكن العمل بها اليوم كنصوص القتال وملك اليمين، فكذلك نصوص الإرث إذا ثبت أن عللها قد تغيرت فإن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما، فاذا تغيرت علل هذه الأحكام حتى لو ثبتت بالقرآن أمكن تغييرها، وهذا ما قام به عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عدة قضايا خالف فيها النص القرآني عند تغير مناط أحكامها.
3: وماذا عن المجلة الفرنسية التي وصفتك في الحوار الذي أجريته معها بـ " المتحول " من التيار السلفي إلى العلماني تحت عنوان : " حوار دون لغة الخشب مع سلفي سابق تحول إلى علماني " ؟
أنا لست من وضع العنوان ولا مسؤولية لي عليه، انا ضد وصف شخص بأنه علماني، النظام هو الذي يكون علمانيا أو دينيا أو أي شيء آخر، كل ما أعرفه عن نفسي أني أدافع عن القيم الرفيعة التي دعا لها الإسلام، من حرية وكرامة وعدل، وأدافع عن مقاصده العليا من حفظ الدماء والأموال والأعراض وصيانتها، وفي الوقت ذاته أؤمن بضرورة إشراك العلوم الإنسانية في صياغة الفهم الديني وتوثيقه وتطويره، أؤمن بالدولة المدنية والدولة الوطنية ودولة المؤسسات، كما أؤمن بالديمقراطية كسبيل لتدبير الاختلاف، وأناصر بشدة حرية الاعتقاد والحريات الفردية فيما لا يؤثر على السلم المجتمعي، أومن بقيم التعايش والتنوع والتعددية، وكل هذا دون من أصولي ومنطلقاتي ولا أراه يتعارض إطلاقا مع هويتي وما تدعو له من قيم، هكذا أنا وليسموني بعد ذلك ما يشاءون .
شكرا لك .. الى اللقاء