حصري...الكاتب دراز لـ "نجيپريس" : رواية "الكويتزا الكواتر" هي أول رواية لي خطرت ببالي -كفكرة مجردة- منذ أكثر من 5 سنوات
في هذا الحوار الذي أجراه معه موقع "نجيپريس" سيتحدث الكاتب والمدون هشام دراز عن فكرة تأليفه لروايته الجديدة من صنف الخيال التاريخي " الكويتزاكواتر "، أو " المايا يحكمون العالم "، كما سيوضح للقارئ الكريم السرد الذي اعتمده في روايته هل هو متسلسل أم متقطع أم تناوبي ؟، هذا بالإضافة إلى أنه سيكشف النقاب عن المراجع التاريخية الذي اعتمدها في روايته مند بداية التأليف إلى حيّز الوجود لتحقيق الرؤية السردية ....
حاوره : يوسف نجيب
1 : كيف جاءتك فكرة تأليف روايتك الأولى التي تحكي عن "الخيال التاريخي" علما أن هذا الصنف يعتبر من الأصناف القليلة في تاريخ تأليف الروايات في العالم العربي؟؟
فكرة تأليف هذه الرواية ، والتي هي أول رواية لي خطرت ببالي -كفكرة مجردة- منذ أكثر من خمس سنوات . منذ الصغر التاريخ كان أحد المجالات التي اهتممت بها كثيرا ، التاريخ اهتممت به مجردا ومدمجا في أعمال أدبية . وكانت هناك الكثير من النقاشات الفكرية مع أصدقاء وأفراد من الأسرة وأناس من هنا وهناك . النقاشات والقراءات كانت تاريخية لكنها كانت نوعا ما فلسفية أيضا . كل هذه القراءات كان الهدف منها واحد وبسيط في آن . محاولة فهم العالم المحيط . محاولة فهم الحضارات -الرئيسي منها على الأقل- ومحاولة فهم كيفية تصرفها سواء في فترات ضعفها أو في فترات ازدهارها .
هذا الاهتمام بالتاريخ والأفكار والحضارات والمجال الجغرافي والمعرفة عموما . محاولات الفهم والتي استمرت لسنين عديدة -والتي لا تزال مستمرة إلى اليوم- ، إضافة إلى التدوين الشبه اليومي في "الفايسبوك" والذي لم يترك موضوعا إلا تطرق إليه . كل هذه العناصر وعناصر أخرى كثيرة ، جعلتني أصل إلى قناعة بسيطة ، هي أن افتراض أن حضارة المايا هي من اكتشفت حضارات البحر الأبيض المتوسط إضافة إلى التشويق الذي سيحمله ، سيكون مناسبا كمروج لافكار مثل التسامح والعيش المشترك والسلم بين الشعوب . وكما قلتَ سيدي الكريم فإن هذا الجنس الأدبي ، جنس "الخيال التاريخي" هو صنف نادر وربما منعدم تماما في المنتوج الأدبي العربي . وهذا أمر بالذات شجعني أكثر إذ أن تحقيق سبق في مجال ما دائما من شأنه تحفيز الكاتب على بذل المزيد من الطاقة في العمل ليخرجه للقارئ المحترم في أبهى شكل ممكن .
2 : ما هو الشكل السردي الذي اعتمدته؛ هل هو متسلسل أم متقطع أم تناوبي ؟
لم يخطر ببالي أبدا البحث عن نوع الصنف السردي الذي اعتمدته لكتابة رواية "المايا يحكمون العالم" لكن وأنت تذكر الأمر يمكنني القول باطمئنان تام أن الصنف الطاغي هو "السرد المتسلسل" لكن هناك محطات في رحلة "كويتزال" الطويلة كنت ألجأ فيها إلى "السرد المتقطع" ، فمثلا عندما أردت أن أُخرج البطل من عوالم إفريقيا الاستوائية لأوصله إلى عوالم شمال الصحراء الكبرى ، اعتمدت هذا النوع من السرد ، فتقمص البطل دور الراوي وبدأ يحكي كيف حدث هذا الإنتقال لـ "سلمان" صديقه الوفي ، ومن خلاله إلى القارئ طبعا . عندما كان البطل يتحضر لخوض "معركة عقاب" في الأندلس وفي الهدوء الذي يسبق العاصفة ، أيضا حكى البطل أشياء من الماضي حدثت سابقا في الرواية . في الجزء الثالث في اسكتلندا يكون هناك سرد لوقائع حدثت في إنجلترا . نعم هناك "سرد متقطع" لكن الغالب الأعم سرد يسير في خط زمني عادي ، متميز بإيقاع سريع حفاظا على تركيز القارئ ، وطمعا في جعله يبقى متشوقا ، وفي حالة إقبال على القراءة .
3 : ما هي المراجع التاريخية التي اعتمدتها لتحقيق الرؤية السردية ؟
نعم اعتمدت مراجع تاريخية ، وهذا واضح جدا . فأن تكتب في صنف "الخيال التاريخي" لا يعني أن تكتب أي شيء كيفما اتفق عن التاريخ . فللتاريخ محركات وعناصر كبيرة مؤثرة وله نوع من القوانين تحكمه . يمكن للمرء أن يتخيل ما شاء من الفرضيات التاريخية لكن هذه القوانين والعناصر المؤثرة والمحركات تبقى هي نفسها . كما أنه للانطلاق في مغامرات خيال تاريخي حقا جامحة مشوقة وفريدة ، لا بد من أساس صلب من التاريخ الحقيقي أولا، وهذا ما نجده في الجزء الأول والثاتي إذ أن التاريخ فيهما محترم في تفاصيله الدقيقة جدا، فالموحدون حقيقة تاريخية ، والملك "الناصر" حقيقة تاريحية ، ومعركة عقاب حقيقة تاريخية ، ومعركة "بوفين" حقيقة تاريخية ، و الجماعة الدينية المساماة "الكاثار" حقيقة تاريخية . وكل ما سيحدث في انجلترا حقائق تاريخية تجدها في موسوعات متوافرة كـ "إنكارتا" التي هي من إنتاج شركة "ماكروسوفت" ، وطبعا "ويكيبيديا" تساعد كثيرا (مع التحقق دائما من "إنكارتا" أو مصدر آخر معتمد كمصدر موثوق) ، كما أن هناك مواقع لا حصر لها في الأنترنت جادة وتقدم التاريخ ، ودراسة التاريخ على صفحاتها . وربما ما سهل على المأمورية هو كوني كنت أبحث بثلاث لغات هي اللغة الفرنسية أولا ، ثم اللغة الإسبانية ثانيا ، ثم اللغة العربية ثالثا .
وإذا كانت الفكرة الأولى قد خطرت على العقل منذ خمس سنوات فإن العمل الحقيقي لم يبدأ إلا ثلاثة أعوام بعد ذلك واستمر لأكثر من سنتين ، وقد كان هذا العمل بشكل يومي تقريبا لساعات عدة ، ساعات البحث فيه كانت أكثر بكثير من ساعات الكتابة .
كلمة أخيرة...
أشكر جريدة "نجيبريس" الإلكترونية المتميزة التي أتاحت لي الفرصة لكي أبين للقارئ الكريم مدى أهمية هذه الرواية، كما أشكرك الأستاذ يوسف نجيب على هذا الحوار الشيق، الذي صراحة اكتشفته منه الدور النبيل الذي يقوم به الصحافي في إجراء الحوارات مع الشخصيات العمومية في المغرب ومدى مصداقيته، وفي الأخير اجدد الشكر إليكم مرة أخرى وأعدكم بأن تكون جريدتكم أول منبر إعلامي من سيحقق السبق الصحفي في الجزء الثالث من روايتي " الكويتزاكواتر " وشكرا... .
شكرا لك .. الى اللقاء