نجيپريس

عاجل..الأمير هشام العلوي : ..أزمة COVID-19 يمكن أن تكون فرصة تاريخية للمغرب

نشر الأمير هشام العلوي ابن عم الملك محمد السادس قبل قليل عبر صفحته في الفايسبوك تدوينة مطولة باللغة الإنجليزية يتحدث فيها عن أزمة كورونا في المغرب وعن غيابه الطويل على وطنه "الأم", ثم عن كيفية تدبير فترة الحجر الصحي من طرف السلطات للتصدي لجائحة كورونا, فضلا عن السياسة العامة للمغرب وربطها بسياسة تونس والجزائر ومقارنتها بسياسة الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية, وكوريا الجنوبية فالتيوان, معرجا على تعثر النموذج السائد للتنمية الإقتصادية الذي أعلن عنه الملك محمد السادس مؤخرا, وعن الإقتصاد المغربي وضعف سيادة القانون, هذا بالإضافة إلى تطرقه إلى بعض الفرص التاريخية للمغرب, وبعض الإنزلاقات الرئيسية, ومستقبل السياحة في المغرب, ناهيك عن كيفية تنسيق الدولة مع المجتمع المدني. 

 

وقال الأمير هشام في تدوينته على صفحته في العالم الأزرق "على مدى العشرين سنة الماضية من المنفى المفروض ذاتيًا ، عدت إلى المغرب بشكل متقطع لزيارة العائلة والأصدقاء. الآن ، أنا هنا إلى أجل غير مسمى حتى تمر جائحة كورونا, مضيفا" لقد لاحظت آثاره على وطني ليس كمغربي فخور فحسب ، بل أيضًا عالِم اجتماعي مُدرَّب يُقيِّم كيف استجابت الدولة المغربية - وكيف يمكن أن تنشأ منه ديناميكيات اجتماعية جديدة, واصفا تدابير الاحتواء والتخفيف المغربية بأنها نموذج للاستجابة, على الرغم من نقص الاختبارات والفشل في إعادة المغاربة إلى الخارج ،مضيفا " فقد تم توفير موارد جديدة مثل معدات الحماية الشخصية للمستشفيات, فضلا عن صناديق الطوارئ التي  تدعم الاقتصاد.


 

 وأوضح الكاتب هشام أن القوات العسكرية والأمنية فرضت سياسات صارمة للحجر الصحي والمأوى, على الرغم من أن المعدلات المعدية هي من بين أعلى المعدلات في أفريقيا ، مشيرا إلى أنه لا تزال الوفيات بسبب COVID-19 منخفضة نسبيًا ، وهي حقيقة يشعر جميع المغاربة بالامتنان لها, مضيفا "ومع ذلك ، فإن عدوانية هذه الردود تنبع من واقع مقلق, حيث تحركت الدولة بسرعة لاحتواء الوباء لأنها لا تستطيع أن تفعل خلاف ذلك, لقد تأخرت بالفعل في توفير السلع الأساسية مثل التعليم والوظائف ، بسبب النموذج الاقتصادي النيوليبرالي الجامح الذي تبناه المخططون الوطنيون لمدة عقدين على حساب التنمية الاجتماعية, مبرزا أنه "لم يستطع قطاع الرعاية الصحية استيعاب حتى زيادة متواضعة في المستشفيات والوفيات. وخلاصة القول ، كانت استجابة المغرب مثالية بالنظر إلى مواردها ، لكنها كانت دون المستوى الأمثل بالنظر إلى إمكانياتها.

وفي سياق متصل تسائل صاحب كتاب "سيرة أمير مبعد", قائلا : لماذا هذا مقلق؟؟؟, موضحا بأن التوقعات الطبية  لا تشير فقط إلى موجة ثانية من الوباء التي تلوح في الأفق هذا الشتاء ، ولكن ستكون هناك المزيد من التهديدات الوجودية القادمة من هذا النوع, مضيفا "وسيزيد تغير المناخ من تفاقم هذه الأخطار, علاوة على ذلك ، ستظل قطاعات كاملة من الاقتصاد المغربي في أزمة في المستقبل المنظور, حيث ستعمل أعداد كبيرة من القوى العاملة في القطاع غير الرسمي ، وهو نتاج النيوليبرالية غير المقيدة التي لم تسفر عن أي آثار متدنية بسبب ضعف سيادة القانون, مردفا " فعدم المساواة في الطحن يعني أن العلاجات الناجحة لـ COVID-19 لن تصل إلى معظم السكان. كمغاربة ،نحن نحتاج فقط إلى التفكير في الريف للإقرار بالمخاطر التي تنتظرنا.

 من جهة أخرى أكد المصدر ذاته أنه في سياق هذه الأزمة ، وضع الكثير من المغاربة المظالم الدائمة جانباً وثقوا في دولتهم. من الناحية السياسية ، مبرزا بأن  المغاربة لا يعملون تحت الاستقطاب الشديد الذي يشاهد في كثير من الأحيان في البلدان العربية الأخرى, مشيرا إلى أن المغرب ليس لديه النظام الديمقراطي في تونس ، حيث تبقي المؤسسات الانتخابية الأمور على حالها. لكن ، كما أنها لا تتميز بالانقسامات العميقة للجزائر ، حيث كشفت حركة الاحتجاج الحراك في العام الماضي شرعية تآكل الجيش وواجهته المدنية. إذا كان هناك شيء ، فإن السياسات الجزائرية ستصبح أكثر انقسامًا بعد الوباء.

وأضاف رئيس مؤسسة هشام العلوي أن المغرب يقف في المنتصف. على عكس تونس ، حيث تستوعب المؤسسات الديمقراطية هذه الوساطة وتتوسطها ، مشددا على أن الدولة هنا لا يمكنها إلا تصريفها وتأجيلها, ومع ذلك ، لم تنقسم السياسات المغربية عبر خلافات لا يمكن التوفيق بينها ، ويرجع ذلك جزئياً إلى الوجود الموحد للملكية, موضحا "وهذا يعطي المغاربة الفرصة لتصور مستقبل حكم محسن يعوض أوجه القصور السابقة ويتركنا أفضل استعدادا للتهديدات المستقبلية. هذا ليس بديلا عن التعددية الحقيقية ، ولكن يمكن أن يسهل ظهورها.

وكشف المتحدث ذاته أن  الملك محمد السادس سبق له أن أعلن مؤخراً أن النموذج السائد للتنمية الاقتصادية قد تعثر, مستدلا بمثل صيني "يقول المثل الصيني أنه مع كل أزمة تأتي الفرصة ، لدينا الآن فرصة لإعادة تنظيمها ، يضيف العلوي "فعلى الرغم من أن المزيد من المصاعب ستترتب على الأرجح مع استمرار الوباء في عواقب طويلة الأمد,  على سبيل المثال ، موضحا بأن التحويلات ، التي كانت لفترة طويلة مصدرًا حيويًا للتمويل الاقتصادي ستنخفض على سبيل المثال ، حيث من المرجح أن يبقي المغاربة في الخارج أموالهم قريبة, وسيستغرق تعافي قطاع السياحة سنوات عديدة, لكن المغرب يمكن أن يستفيد من اضطرابات سلسلة التوريد العالمية لتأمين أنماط إنتاج جديدة. يجب أن يكون من أولوياته الاكتفاء الذاتي والإنفاق الاجتماعي, مضيفا "بشكل حاسم ، لا يمكننا مجرد تعديل النموذج النيوليبرالي لصالح خطة ملكية رئيسية جاهزة. لا ينصب التركيز هنا على الأفكار الكامنة وراء التنمية الوطنية فحسب ، بل على العملية التي تؤتي ثمارها من خلالها.


 

وأضاف الدكتور هشام "إن التمزقات الرئيسية التي تسمح بمثل هذا البحث عن الذات نادرة في المغرب. جاء أحدهما بعد وفاة عمي ، الملك الحسن الثاني ، في عام 1999. والثاني جاء مع الربيع العربي في عام 2011. اليوم يمثل نقطة انعطاف أخرى ، والتي تسمح لجميع المجتمع الذي يتقاسم الصدمات والإحباط المشترك بالتراجع عن حافة الهاوية, موضحا "فهذه العملية لن تكون سهلة, لقد فقد الكثير من المغاربة ثقتهم بالمشاركة السياسية بعد الكثير من وعود الإصلاح الفاشلة, مؤكدا بأن  زخم الربيع العربي للمطالبة بالصوت والكرامة سيصبح أكثر انتشارًا, كما يجب صياغة مبادرات اجتماعية واقتصادية جديدة بتنسيق وثيق مع المجتمع ، من خلال الحوارات الشاملة التي تفضل المشاركة على الفرض من القمة إلى القاعدة.

وخلص كلامه بالقول "يجب على الدولة أن تتجنب الاستسلام للإغراء الضخم المتمثل في إثارة الوطنية الكاذبة ، أو تضخيم اندفاعها الاستبدادي عن طريق تأمين الوباء. على سبيل المثال ، لا يمكن إعادة استخدام تقنيات المراقبة المستخدمة لضمان التباعد الاجتماعي لقمع التعبئة السياسية ، كما يحدث في روسيا والصين, مضيفا "في الواقع ، افترض الكثيرون خطأً أن الأوتوقراطيات مهيأة بشكل أفضل للأزمة الحالية من خلال مقارنة الصين بالولايات المتحدة., ومع ذلك ، هذا هو الانقسام الزائف. مقابل كل الصين ، وزاد في قوله هناك ديمقراطيات ناجحة مثل كوريا الجنوبية وتايوان حيث يتم التنسيق الوثيق بين الدولة والمجتمع المدني, ليس بوساطة الجيش أو الشرطة ، بل بالثقة والشفافية ومشاركة المواطنين, خاتما قوله "باختصار ، فرصة تاريخية تقدم نفسها الآن للمغرب. دعونا لا نهدرها" يورد الأمير هشام العلوي ابن عم الملك محمد السادس.

زائرنا الكريم : لاتنسى الاشتراك بقناتنا تشجيعآ لنا لتقديم الافضل وحتى يصلك كل جديد

  

شكرا لك .. الى اللقاء 

*

*