الصحافي يوسف نجيب يكتب...كلمة حق...
( كلمة حق ) ما هي إلاَّ جرأة نفسيَّة، وقوَّة داخليَّة، يدفعك إيمانُك الصادق لكي تقولها، بكل ثباتٍ وإباء، ورسوخٍ وشموخ، وإنتماء لها وإستعلاء، تُشعرك بأنَّك (حر) في زمن كَثُرَ فيه الفساد والإستبداد وغابت فيه قيم الإسلام ومبادئه .
(كلمة حق ) قذيفة ربَّانية في وجه الباطل، تُزلزل كيانه، وتحطم أركانَه، وتقهره وتُهلكه، حتَّى يصل الهلاك إلى دماغه؛ فيعطب ويتلف، لقول المولى عز وجل في كتابه العظيم من سورة الأنبياء : {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}، لأنه سيضمحل ويزول ولن يبقى منه شيء لأن الحق مجلجل أبلج، وناطق ساحق ماحق، والباطل مهلهل لجلج ومخبط مخلط زاهق لقول الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .
كـلـمـة حـق ... أصبحت خجلى من واقع الناس اليوم إلا مارحم ربي ، فالمجـاملات طـغـت على التعاملات اليومية والعلاقات والمصالح ، فلم يـعـد لها مكان !!!
(كلمة حق ) تحتاج لأشخاص يقدرون معناها ويثبتون عليها ولا يتراجعون عنها؛ لأنَّها (حق)، والحق لا رجعة فيه.
(كلمة حق) لها ضريبةٌ اشتكى منها كثيرٌ مِمَّن قالها، وهي بُعد كثيرٍ من الناس عن قائلها، إمَّا خوفًا مِمَّا سيحصل لهم من أذى السلطان أو الناس، أو أنَّ كثيرًا من الناس لا يُعجبهم الصدع بالحق؛ لأنَّ لسان حالهم كلسان حال من قال: (مَا سَمِعْنا بهذا في آبائنا الأولين)، ومِمَّا جاء عن أبي ذر قوله: (مَا زَالَ بِي الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى مَا تَرَكَ الْحَقُّ لِي صَدِيقًا)، فكلمةُ الحقِّ ثقيلةٌ على النفس، ولهذا لا يتحمَّلها إلا القليل، لكن إن أرضيت بها الرحمن، فسيجعل لك من بعد عُسْرٍ يُسرًا.
( كلمة حق) قد تكون سهلةً ميسَّرة إن كانتْ لا تغضب مَن قلتها أمامهم، لكنَّها مُرَّة للغاية إن قلتها أمام من تظن أنَّهم سيأبونها ويُعرضون عنها، ويثنون أعطافهم نكاية بصاحبها، لكن حسبك أن تقرأ ما قاله الصحابي الجليل أبو ذر - رضي الله عنه -: أمرني خليلي رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بسبع: ((أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني ألا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرًّا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش ) رواه أحمد
كـلـمـة حـق ... سأظل أكتبكِ مراراً وتكراراً كي لاننـسـاكِ ،
وعلّـنـا ننـطقكِ يومـاً مـا ونقولكِ ونكتـبـكِ لمـن يـسـتـحـق !!
كـلـمـة حـق ... سأكتبكِ مُجدداً من أجل أن لاينساكِ الإعلام العالمي
فلعلهم يصدعون بكِ ليظهر الحق السليب إلى أهله ...
كـلـمـة حـق ... هل لازلنـا نخـاف من قولهـــــا !!؟؟؟
شكرا لك .. الى اللقاء